لم تكن حالة الأم التي لقيت مصرعها تحت إطارات شاحنة على أحد شوارع الرمس الأسبوع الماضي لإنقاذ طفلتها ذات السنوات التسع الأخيرة لحوادث الدهس المفجعة التي تشهدها طرقات رأس الخيمة بسبب الشاحنات.
وبلغت نسبة الحوادث المرورية للشاحنات 69 من بين 958 حادثاً وبنسبة 7,2 % من إجمالي الحوادث الإمارة خلال العام الماضي وفقاً لبيانات إدارة المرور والترخيص، وتسببت هذه الحوادث في 8 حالات وفاة. ويصل عدد الشاحنات الخفيفة والمتوسطة والثقيلة في رأس الخيمة إلى حوالي 54 ألفاً و400 مركبة، تشمل حافلات الركاب.
وبحسب تقرير إدارة المرور والترخيص تعتبر حوادث الشاحنات من الحوادث الأكثر دموية جراء المخالفات الجسيمة التي يرتكبها سائقو الشاحنات على الطرق مثل التهور والتجاوزات الخاطئة والحمولة الزائدة، وأشارت مصادر المرور الى أن 90 % من حوادث الشاحنات تؤدي الى حالات وفاة وإصابات بليغة. وساهمت مشاريع النهضة العمرانية التي تشهدها إمارة رأس الخيمة في زيادة عدد الشاحنات لخدمة هذه المشاريع.
واعتبر مواطنون في رأس الخيمة أن فرص التقليل من عدد الشاحنات التي أصبحت من المظاهر الرئيسية للمشهد اليومي في الإمارة أمرٌ صعبٌ، واستبعدوا أن ينعموا بحلول لهذه المشكلة في الوقت الراهن نظراً للمشاريع الكبرى التي تشهدها الإمارة والحاجة إلى وسائل نقل لتسيير أعمال هذه المشاريع.
رعب يومي
وقال صالح الزعابي: ''في ظل كثافة الشاحنات التي تتواجد في إمارة رأس الخيمة على سائقي السيارات الخاصة توخي المزيد من الحيطة والحذر وكذلك الإمارة، وقال الزعابي: ''معظم سائقي الشاحنات لا يلتزمون بقواعد السير والمرور، وهذا أمر خطير خصوصاً في ظل تزايد حوادث الشاحنات المرعبة، وقال الزعابي في ظل الحاجة للشاحنات في هذه المرحلة نطالب إدارة المرور بتكثيف الدوريات والمراقبة لسلوكيات سائقي الشاحنات الذين يعتربون الشوارع ملكاً لهم فقط، ويطبقون نظرية السيادة على الطريق للأقوى''.
ويوافقه في الرأي المواطن أحمد الشحي وقال: ''خطر الشاحنات على مدار اليوم صباحاً ومساء وأين المفر من الشاحنات! منها''، وشدد الشحي على ضرورة التعاون بين إدارة المرور والترخيص والأشغال، لإشعار سائقي الششاحنات بأنهم تحت الرقابة والمعاقبة إذا كسروا قوانين الشير والمرور، وطالب بتخصيص مناطق لعبور المشاة وضرورة احترام هذه المناطق خصصوصاً من قبل سائقي الشاحنات الذين حولوا الطرق الى جحيم.
مسارات جديدة
المهندسة حصة آل مالك مديرة إدارة الطرق بوزارة الأشغال أكدت على ضرورة سرعة البدء في مشروع الطريق الجديد المحاذي لشارع الإمارات والذي يبدأ من شارع الإمارات، ويمر على خزام، ثم المنطقة الواقعة خلف السجن المركزي، ويستمر لمنطقة السيح، وينتهي في منطقة شمل، وحالياً نعمل على تجهيز وعمل التصاميم المخصصة لهذا الشارع ووضع الخطط، مشيرة إلى أن الوزارة تحاول قدر الإمكان البدء فيه قبل الوقت المحدد.
وأضافت: أن هذا الشارع سوف يؤدي إلى تسهيل حركة السير باعتباره شارع الحركة السريعة التي سوف تربط بين الإمارات الأخرى، ويقدم فرصاً للأشخاص الذين قد يعانون من الازدحام المروري في الشوارع الداخلية.
وذكرت أن الشارع يحتوي على مسارات خاصة بالشاحنات، وبالتالي التقليل من نسبة تواجدها في الشوارع الداخلية للإمارة.
الحمولة الزائدة
المهندس ميشيل سقال مدير دائرة الأشغال العامة والخدمات برأس الخيمة قال: ''إن الشاحنات تساهم في تعطيل وإتلاف الشوارع والطرق وخصوصاً في حالة الحمولة الزائدة، فهي من الأضرار والعوامل المتسببة في تلف الطريق، وتشكل دماراً للطرق التي تمر عليها، وتلك الحمولة جعلت العديد من الطرق الطويلة تفقد استواءها نظراً لما تتعرض له من قوة الضغط بشكل شبه يومي باعتبار أنها متواجدة على مدار الـ24 ساعة أي في الصباح والمساء.
وأضاف سقال: ''الشاحنات تؤثر على الطرق بطريقة كبيرة خصوصاً في المرحلة الأولى من بناء الطريق الجديد أو عمل صيانة للطرق أي بعد الانتهاء من وضع الطبقة الإسفلتية، فهي في بداية وضعها قد لا تتحمل الوزن الزائد للشاحنة، وعندما تكون محملة بحمولة زائدة تعمل على التغيير في شكل الطريق، وبالتالي تؤدي إلى إتلافه.
الحوادث
عبد الناصر إسماعيل رئيس نيابة المرور بإدارة المرور والترخيص في رأس الخيمة قال: ''أظهرت إحصائية مرورية زيادة ملحوظة في قضايا حوادث الشاحنات خصوصاً في الفترة الأخيرة والتي غالباً ما ينتج عنها وفيات وإصابات بليغة''، وذكر أن نيابة المرور تقوم بالتحقيق مع المتورطين بحوادث الشاحنات والذين أغلبهم من الجنسيات الآسيوية''.
وأشار إلا أنه لو تمتع سائقو الشاحنات بأبجديات الثقافة المرورية لانخفض معدل الحوادث المرورية بشكل عام، لأن السائق سيكون على علم ودراية بقوانين السير والمرور ومعرفة بالعقوبات التي سوف تترتب عليه في حال المخالفة، وبالتالي ستكون هذه العقوبة رادعة له وتجنبه الوقوع بها.
وأضاف: من أسباب حوادث الشاحنات هو قيادة الشاحنة تحت الإرهاق والتعب جراء مواصلة العمل، وهذا يعتبر مخالفاً وفقاً للمادة 4/2 و10/7 و57 من القانون الاتحادي 21 لسنة 1995 وتعديلاته لغاية 2007 والمادتين 1/30 من اللائحة التنفيذية التي تنص على أن السائق لا يقود الشاحنة وهو مرهق بدرجة تؤثر على تحكمه في قيادتها، وعقوبتها الحبس والغرامة.
....:::: here ::::.....
السبت أبريل 12, 2008 8:18 am
